القوة الخفية الكامنة في : بسم الله ( الرقية الشرعية لجبريل عليه السلام).
بقلم / محمد ابوخوات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد :
*الطاقة الحارقة في البسملة *
من المعلوم أن عدد حروف ( بسم الله الرحمن الرحيم ) كتابة = *١٩* حرفا
وهي محركات لمختلف القوى الجامعة لكل فعل نرجو منه خيرا ( *طاقة إيجابية ) * ، أو دفع كل شيء نخشى منه شرا * ( طاقة سلبية* ) كما يسمونها بلغة العلم الحديث ، و كما علمنا الحبيب الطبيب محمد صلى الله عليه وسلم من خلال وحي رب العالمين بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام.
وكما نرى أن : ( *بسم الله) * فقط عدد محركات الطاقة الروحانية فيها = ٧ حروف …. وبهن أقلعت ، وتحركت ، وهبطت سفينة نوح عليه السلام * ( بسم الله مجريها ومرساها) ،* وبهن قتل الملك – الكافر – غلام أصحاب الأخدود – المسلم – كم ذكرنا في مقال سابق .
قوة البسملة ، وطاقة البسملة ، وبركة البسملة… لا
يعلمها إلا من خلق النفس والروح والجسد كما قال تعالى :
* ( أَلَا یَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ١٤* ﴾ [الملك ١٣-١٤]
*الطاقة الحارقة للشيطان*
كم نعلم أن الإنسان عبارة عن ( جسد وروح ونفس ) … ونحن لا نرى سوى الجسد فقط .. وأما الروح والنفس غيب لا يعلمها إلا الخالق الباريء المصور… وأن الشيطان – العدو الأول والأكبر للإنسان – لا نراه .. والتعامل مع عدو لا نراه أصعب بكثير من عدو ترصده بعينك أو بأجهزتك ..
وبناء على ذلك فإن القوى الخفية المناسبة لسحق وحرق الشيطان شرعها لنا الخالق في قوله تعالى : (بسم الله). … فما الدليل على ذلك..؟!
*الحديث الشريف* الصحيح ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( *أتاني جبريلُ، فقال: يا مُحمَّدُ ! اشتَكيتَ؟ قُلتُ: نعَم، قال: بِسمِ اللهِ أَرقِيكَ، مِن كلِّ شيءٍ يُؤذِيكَ، مِن شرِّ كلِّ نَفسٍ، وعَينِ حاسِدٍ، بِسمِ اللهِ أَرقِيكَ، واللهُ يَشفِيكَ )) *
الراوي: أبو سعيد الخدري وعبادة بن الصامت • الألباني، صحيح الجامع (٧٠) • صحيح
أنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، قالَ: بسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شَيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري •مسلم •صحيح مسلم • الصفحة أو الرقم: 2186 • خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث ( بتصرف ) :
النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -مع عِظَمِ قَدرِه وعُلوِّ مَنزلتِه عندَ ربِّه- بَشَرٌ مِن البشَرِ، يُصيبُه ما يُصيبُ البَشَرَ مِن المرَضِ والهمِّ والحزنِ، ولكنَّ اللهَ سُبحانه رَحيمٌ بنَبيِّه، وجعَلَ لنا في كلِّ الأحوالِ النَّبويَّةِ سُننًا وتَشريعاتٍ فيها الرَّحمةُ والشِّفاءُ، وفيها تَعليمٌ لنا بحُسنِ التَّعبُّدِ للهِ سُبحانه وحُسنِ التَّوجُّهِ واللُّجوءِ إليه لِفَكِّ الكُربِ وشِفاءِ الأمراضِ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلامُ -وهو الملَكُ الموكَّلُ بالوحْيِ- جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للزِّيارةِ أو للعِيادةِ، فسَألَه: «يا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟» أي: مِن المرَضِ؟ فأجابَهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نَعَمْ»، فقال جِبريلُ: « *بسم الله»*
فبدأ بِالتَّسْمِيَةِ في أَوَّلِ الدُّعاء
« *أَرْقِيكَ* » : مأخوذٌ مِن الرُّقْيَةِ، أي: أُعوِّذُك
* «مِن كلِّ شيءٍ يُؤذِيكَ» * :
فهذا جامع لكل أنواع الأذى صغير أو كبير،
« *مِن شرِّ كلِّ نَفْسٍ* » : أي : خَبِيثَةٍ .
* «أو عَيْنِ حاسِدٍ* » :
والحَسَدُ: هو أنْ يرَى أحدُهم النِّعمةَ في غَيرِه فيَتَمنَّاها لنَفسِه، ويَتَمنَّى زَوالَها عن صاحِبِها، فاسمُ اللهِ يَقِيكَ ويَحفَظُكَ مِن كلِّ صاحِبِ عَيْنٍ حاسدة يُصيبُ بها ما عِنْدَ غيرِهِ مِنَ النِّعَم، والعينُ والحسَدُ يُؤثِّرانِ في المحسودِ ضَررًا يقَعُ به إمَّا في جِسمِه بمَرضٍ أو في مالِه، وذلك بإذنِ اللهِ تَعالَى ومَشيئتِه، كما قدْ أجْرى سُبحانه عادتَه وحقَّقَ إرادتَه فرَبَطَ الأسبابَ بالمسبِّباتِ، وأجْرَى بذلك العاداتِ، ثمَّ أمَرَنا بدَفعِ ذلك بالالتجاءِ إليه والدُّعاءِ، له وأحالَنا على الاستعانةِ بالرُّقى.
* «اللهُ يَشفِيكَ* » : فاسمُ اللهِ يَشْفِيكَ ببَركتِه مِن كلِّ الأمراضِ ويُعافِيكَ مِن كلِّ الآلامِ :
* ( وإذا مرضت فهو يشفين ) ؛ *
لأنَّ اسمَ اللهِ يُتبرَّكُ به كما أنَّه يُتبرَّكُ بذاتِه.
* «بِسْمِ الله أَرقِيكَ* » : كرَّره للمُبالَغَةِ، وبَدَأ به وختَم به إشارةً إلى أنَّه لا نَافِعَ إلَّا هو سُبحانه. وفي الحديثِ: الإخبارُ بالمَرضِ على طَريقِ بيانِ الواقعِ مِن غيرِ تَضجُّرٍ ولا تَبرُّمٍ. وفيه: بيانُ التَّداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ. وفيه: تَنبيهٌ على أنَّ الرُّقَى لا يَنبغِي أنْ تكونَ إلَّا بأسماءِ اللهِ وأوصافِه وذِكرِه. وفيه: رِعايةُ اللهِ لِنبيِّه وحِفظُه له، وتَوكيلُه مَلائكتَه بذلكَ. وفيه: إثباتُ تَأثيرِ الحسَدِ، وأنَّه مِن الشُّرورِ الَّتي يُستعاذُ منها. وفيه: إثباتُ ضَررِ العينِ، وأنَّها حقٌّ، فيَنْبغي الاسترقاءُ منها.
(مصدر الشرح: الدرر السنية) بتصرف
وهذا الإستشفاء بالرقية : باسم الله.. يفيض على الروح والنفس والجسد من نور الله .. وهو حارق للشيطان .. لأنه يعذب بذكر الله ، ويفر منه ، فما بالنا نعرض أو نستهين بتلك الطاقة الربانية النورانية التي تطهر القلوب والصدور والأجساد والأنفس من كل أذى مما نعلمه أو لا نعلمه ، ومما نراه أو لا نراه ..
ولقد استكثر الجن في عصرنا هذا من الإنس اتباعا وصحبة للشيطان في مختلف مجالات الحياة – إلا من رحم ربي – وقد حذرنا الله تعالى منه من بدء خلق آدم عليه السلام إلى نهاية الكون فقال سبحانه :
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا .. ) فاطر
فكل طاقة سلبية ..هي من الشيطان ، وكل طاقة ٱيجابية فهي من الرحمن .. وإن تغيرت ملامح الأسماء والمصطلحات من عصر إلى عصر ..لكن يبقى الأصل في الأمر ..أنه بعلم الله العليم الحكيم.
نحن لا نرى الشيطان .. والله يراه .. و لا يخفى على شيء من أمر الخلق. تبارك الله رب العالمين.
فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ..
(( وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ١٢٣﴾ هود
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يردنا إلى دينه وقرآنه ، وشريعته ردا جميلا عاجلاً غير آجل يارب العالمين..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله