التأمين على الحياة…. بلا هموم (١)بآية وحديث

بقلم / محمد ابوخوات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد :
ركز معي بقلبك وعقلك :
هل أنت مؤمن إيمانا يقينيا بأنك :
انت صنعة الله…. خلقك … فسواك … فعدلك .. ؟؟
فشروط الخلق والتصوير ثلاثة :
١- القدرة المطلقة على فعل أي شيء .
٢- العلم المطلق المحيط بكل شيء .
٣- الحكمة المطلقة المقدرة والمدبرة لكل شيء.
وإنه هو الله الخالق الباريء المصور
هل انت على يقين من ذلك ؟!
وإن من قول الله تعالى للملائكة :
– إني جاعل في الأرض خليفة
– وعلم آدم الأسماء كلها
و الملائكة قالت : لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت
العليم الحكيم .
صفتان : العلم المطلق ، والحكمة المطلقة
هل انت على يقين راسخ من ذلك ..؟؟
لذلك عندما يأمرك بشيء لا بد أن فيه صلاحك وأمنك ، وعندما ينهاك عن شيء لا بد فيه سلامتك واصلاحك .
ونعلم أن كل صاحب صنعة هو أعلم بها …
لذلك قال الله للملائكة: ( أني أعلم ما لا تعلمون)
وهذه قاعدة قرآنية ذهبية :
( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
لطيف يعلم تفاصيل دقائق الأمور مهما صغرت
ولِهَذا يُقالُ:
( إنَّ لُطْفَ اللَّهِ بِعِبادِهِ عَجِيبٌ، ويُرادُ بِهِ دَقائِقُ تَدْبِيرِهِ لَهم وفِيهِمْ …. ) الفخر الرازي – بتصرف
إذن …
– الله خالق السموات والارض ينزل من السماء ماء…فيحيي الأرض بعد موتها .
– والله خالق الإنسان… ينزل من السماء آيات بينات ..فيحيي بها القلوب بعد موتها…
ماء نازل من السماء … فيه طهور وشفاء
وكلام الله نازل من السماء… كذلك فيه طهور وشفاء ..
فيها شفاء … و موعظة … ورحمة .. للمؤمنين
إنه القرآن ….
الكتالوج الرباني للإنسان… صنعة الله
هل تشك في ذلك ؟!
فيك نفخة من نور الله….اتفقنا
فإذا أدخلت جسمك وقلبك من نور اسماء الله ، وكلمات الله… فأنت في حالة صفاء وارتقاء وشفاء … لأن المتكلم هو هو الله الخالق الباريء المصور له الأسماء الحسنى ، وأمرنا أن ندعوه بها .
ولا تتعجب من اقتران خلق الإنسان بتعليم القرآن
اقرأ بقلب حاضر نابض :
﷽ ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنُ ١ عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ ٢ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ ٣ عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ ٤﴾ [الرحمن ١-٤]
تعليم القرآن … أولا ثم
خلق الإنسان …. ثانيا
إذن صلاح جسدك وروحك وجميع أمرك هو بالقرآن ..
فإذا ذكرت الله… أو قرأت كلام الله… أو دعوت بأسماء الله وصفاته … فأنت ترفع مستوى الطاقة النورانية الإيمانية عندك … فتصفو الروح … و يذهب عنها كدرها … فيصح معها الجسد بنور الله تعالى..
وإليك تطبيق نبي من الأنبياء مع التسبيح :
قال تعالى في قصة يونس عليه السلام:
﴿وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبࣰا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَیۡهِ فَنَادَىٰ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّی كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ٨٧ فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّیۡنَـٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَ ٰلِكَ نُـۨجِی ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٨٨﴾ [الأنبياء ٨٧-٨٨]
ذا النون : هو صاحب الحوت – سيدنا يونس عليه السلام
تأمل : لم يقل سيدنا يونس عليه السلام: اللهم نجني من الهم والكرب الذي أنا فيه … بل وضع خطة محكمة ليخرجه الله من ظلمات البحر ، وظلمات بطن الحوت فبدأ بالتوحيد لله خالق الحوت وخالق البحر فقال :
( لا اله الا انت) ثم
( سبحانك ) تنزيه الله تعالى
( إني كنت من الظالمين ) …اعتراف بظلمه لنفسه .. يعني استغفار باللسان ، واستنفار بالجنان ( أي القلب ) .
يعني : توحيد … ثم تنزيه وتمجيد .. ثم … اعتراف بالظلم ( كأنه في ثوب الاستغفار ) .
ولذلك النتيجة :
( فاستجبنا له ونجيناه من الغم ) وليس هو فقط :
( وكذلك ننجي المؤمنين )
الإيمان بالله.. واليقين بقوة كلام الله في الشفاء
و لذلك يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
( – دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ دَعا وهو في بطْنِ الحُوتِ: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ –؛ لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيءٍ إلا اسْتجاب اللهُ لَهُ )
الراوي: سعد بن أبي وقاص • الألباني، هداية الرواة (٢٢٣٢) • إسناده صحيح
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا …إنه سميع قريب مجيب
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وإلى لقاء قادم ان شاء الله