شئون خارجية

السيسي يُعيد هندسة المواقف الدولية من التصدي للتهجير إلى تغير معادلات العواصم الكبرى

بقلم النائب/محمد عادل عبد الخالق

نائب برلمان الشباب

في لحظة فارقة من تحولات النظام الدولي والإقليمي برز الرئيس عبد الفتاح السيسي بوصفه فاعلاً محورياً في إعادة توجيه البوصلة السياسية لقوى كبرى نحو تبني موقف أكثر اتساقا مع العدالة الدولية

تمثل هذا الموقف في اعتراف دول بحجم بريطانيا وفرنسا وكندا بالدولة الفلسطينية داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما لم يكن ليتحقق لولا الحضور الفاعل للدبلوماسية المصرية التي باتت تُدار بعقل استراتيجي يتقن استخدام أدوات القوة الناعمة ويوظف رصيد مصر التاريخي وثقلها الإقليمي ببراعة لافتة.

السيسي بقراءة عميقة للمشهد العالمي أدرك أن التحول لا يأتي من خلال الضجيج أو المواقف الانفعالية بل عبر بناء قناعات راسخة لدى صناع القرار في العواصم الكبرى قائمة على مركزية الحل العادل للقضية الفلسطينية باعتباره مدخلاً لا غنى عنه لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.

 

وفي مواجهة سيناريوهات مشبوهة للتهجير القسري للفلسطينيين تصرف الرئيس السيسي بمنتهى الحزم والحكمة راسما حدوداً واضحة للأمن القومي المصري ومعلنا أن الأرض المصرية ليست ساحة لتصفية حسابات تاريخية وأن حق الشعب الفلسطيني في أرضه لا يقبل المقايضة.

 

كما تجلى دهاء السيسي السياسي في تعامله مع ملف الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة حين فضل الغياب المدروس عن المنصة الدولية مفوضا رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لتمثيل مصر في رسالة مشفرة تعكس رفضه لأي محاولات دولية لفرض أجندات غير متوازنة وتؤكد في ذات الوقت أن القاهرة تُدير ملفاتها السيادية من موقع قوة لا من موقع استجداء المواقف.

 

وعلى الصعيد الأمريكي كان رفض الرئيس السيسي وللمرة الثالثة عقد لقاء ثنائي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمثابة تعبير نادر عن استقلالية القرار المصري وامتلاك الإرادة السياسية في رسم حدود العلاقة مع القوى الكبرى بما يتوافق مع المصلحة الوطنية العليا.

 

وفي قلب مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ظل الدور المصري بقيادة السيسي هو الثابت الوحيد وسط متغيرات كثيرة ومتسارعة حيث لعبت القاهرة دور الوسيط النزيه والقوة الإقليمية العاقلة التي تُحاور الجميع دون أن تُساوم على الثوابت وتسعى إلى وقف نزيف الدم في غزة من منطلقات استراتيجية لا تنفصل عن مسؤولية مصر التاريخية تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية أمن قومي.

 

الرئيس السيسي الذي أعاد تعريف دور مصر في الشرق الأوسط ويؤسس لتحولات جيوسياسية حقيقية تضع مصر في موقع الدولة الضرورية لا الدولة الخيار وترسخ لمرحلة جديدة من التوازن الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى