“ليلة النصف من شعبان” كنوز مدفونة وفرص لا تعوض وذكرى تحويل القبلة
بقلم : رجب شعبان
نعلم جميعاً ان شهر شعبان هو الشهر الثامن من السنة القمرية أو التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يلي رجب ويسبق رمضان وله فضل كبير كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وفى هذا الشهر الكريم توجد ليلة النصف من شعبان ولها مكانة وفضل كبير عند الله ، وينتظر المسلمين حول العالم هذه الليلة كل عام، ونرصد لكم فى السطور التالية موعد هذه الليلة وفضلها.
وقد حددت الشريعة الإسلامية فضل ليلة النصف من شعبان ، حيث أكدت دار الإفتاء في تقرير لها أن ليلة النصف من شعبان لها فضل كبير، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة .
وأكد العلماء، إنه في شهر شعبان ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، مؤكدا أن النبي – صلى الله عليه وسلم- عظم من شأنها فقال: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» ( رواه ابن ماجه وابن حبان).
#تحويل_القبلة
وإضافوا ، إنه في ليلة النصف من شعبان تم تحويل القبلة، وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية.مستشهدين بقوله – تعالى-: (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)، فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه.
#سبب تحويل القبلة
أوضح العلماء أن الحكمة من ذلك ليؤكد الله أن دين الأنبياء جميعًا هو الإسلام، مستندًا إلى قوله – تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ) وليس تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن أو طال، فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية.
فضل صيام ليلة النصف
وعن فضل صيام النصف من شعبان، روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ» .
توجيه القبلة
وأوضح الجميع أن الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات، إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق، قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)؛ فعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)، لافتا إلى أنها دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام، ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم ﷺ فقد أخره الله ليقدمه، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.
وأن الله – عز وجل- كرم نبيه ﷺ في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لهوى رسول الله ﷺ قال – تعالى- : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، وما الأمر في هذا كله إلا أنه انتقال من الحسن إلى الأحسن وهذا شأن رسول الله ﷺ في الأمور كلها.
مأكدين : «علينا أن نصوم اليوم السابق ليوم الخامس عشر من شعبان وهو ليلة النصف، ونقرأ القرآن ونقوم الليل ونترك المشاحنة والخصام، لأن الله يغفر للجميع في هذه الليلة إلا المشاحن وقاطع الرحم».