بقلم حمادة الجندي
اليوم نستكمل ما بدأناه من الدروس والعبر من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
لقد بدأت الهجرة بالأمر الإلهي رغم أن الله سبحانه وتعالى قد عصم نبيه من الناس، فهم لن يتمكنوا من قتله – بأبي هو وأمي ، صلى الله عليه وسلم –
و هنا تتجلى حكمة الخالق عز وجل في الأخذ بالأسباب وعدم الاتكالية ، ثم إنها كانت اختبار حقيقيًا للمسلمين وهم حديثو عهدٍ بالإسلام ليعلم مدى صدق إيمانهم و مدى تضحياتهم بأموالهم و بيوتهم وتجارتهم ، فهجروا كل شىء لنصرة دين لله قبل أن تهاجر أبدانهم ، بل إن منهم من ترك خلفه الأهل والولد و الزوج ، ففروا بدينهم ليبدأوا عهدًا جديدًا من الكفاح من أجل نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة.
ثم يأتي الاستعداد للهجرة و توزيع الأدوار كلٌ حسب تخصصه و استطاعته و كفاءته ، فعلىٌ كرم الله وجهه الذئ ما زال صبيا قد نام في فراش النبي فهو ابن عمه الذي رباه ، وقد أبدى الصبي شجاعةً منقطعة النظير ، فلم يهتز ولم يخف حينما دخل عليه صناديد قريش رافعين سيوفهم بحثاً عن النبي فلم يجبهم و إنما شٰغل بمهمة أخرى أوكلها له النبي ألا و هي رد الأمانات إلى أصحابها برغم استيلائهم على أموال المسلمين فيعطينا درسا آخر في مكارم الاخلاق.
يتبع ،،،