حمادة الجندي. يكتب
اليوم تحل علينا ذكرى يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم ، حيث يحتفل المسلمون به كل عام .
و ليوم عاشوراء أحداث عظام غيرت مجرى التاريخ بدءا من عهد آدم عليه السلام. ففيه تاب الله عليه بعدما أكل من الشجرة التي مُنِع من الاقتراب منها هو و زوجه بوسوسة من إبليس لعنه الله.
وقد نجّى الله نوح عليه السلام من الطوفان حيث أوحى إليه أن يصنع سفينة عظيمة في الصحراء فكان الملأ من قومه ممن كفروا بالله يسخرون منه لبنائه سفينةً في اليابس فأمر الله تعالى السماء و الأرض أن تخرجا ماؤهما فكان طوفاناً عظيماً لم ينج منه إلا ما رحم ربي، ولم يبق على سطح الأرض حضر ولا مدر حيث قال تعالى مخاطباً نبيه في سورة هود الأية(40)
“حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ”. )
وليست حادثة غرق الكافرين هذه هي الوحيدة في تاريخ عاشوراء ، ففي عهد نبي الله موسى عليه السلام يقص علينا القرآن الكريم مهلك فرعون وقومه في اليم و نجاة نبيه موسى عليه السلام حيث خرج خلفه و من آمن معه بجيوش عرمرم و حينما أيقن القوم أنهم مُدرَكون من فرعون و هالكون لا محالة ، قال لهم نبي الله “كلا إن معىَ ربي سيهدين” فاستجاب الله تعالى له وأمره أن يضرب البحر بعصاه لينفلق و يبدو لهم طريقا يابساً يمضون فيه آمنين ، ويأتي فرعون وقومه ليمضي خلفهم فيعود البحر لطبيعته و يهلكوا جميعاً.
و كان العرب قبل الاسلام يذبحون الذبائح و يقومون بكسوة الكعبة يوم عاشوراء ، حتى أصبحوا بعد الإسلام يكسونها يوم النحر .
وقد حدثت موقعة ذات الرقاع يوم عاشوراء ، حيث غدر المشركون من قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان بنفر من المسلمين كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسلهم لدعوة تلك القبائل فقتلوهم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بسبعمائة صحابي للثأر لهم ، وقبل أن تبدأ المعركة قذف الله في قلوب المشركين الرعب فهزموا دون قتال غير أن أقدام الصحابة قد جرحت بفعل التربة الصخرية فقاموا بربطها بخرق فسميت غزوة ذات الرقاع
ولا ننسى المأساة التاريخية التي حدثت يوم عاشوراء في عهد الدولة الأموية عام ٦١هجرية وهي مقتل الأمام الحسين بن علي عليه وعلى جده السلام ،
فقد خرج إلى الكوفة و معه نفر من أهله بعد أن أرسل له أهل الكوفة بالبيعة لخلافة المسلمين وكان هو وعبدالله بن الزبير من الرافضين لبيعة يزيد بن معاوية ، غير أنه أرسل إليه من يتخلص منه أو يأتيه به مبايعاً ولنا في سرد احداث ذلك كلام كثير