يا با بيومي ..
انت لسه نايم !
تعالي ياواد يافسل .. انت
ناولني القلة دي .. ابل ريقي
وتعالي اقعد جنبي
شايف يا واد يا سعد .. القعدة والتعريشة الحلوة دي
مللي عينك واحنا تحت تكعيبة العنب دي علي حافة غيطنا بالقرب من قناية المية .
كل ما انام علي ظهري .. اتأمل بسم الله ما شاء الله .. خير ربنا فيها .
من النخل والارض وتكعيبة العنب وشجر التوت .
ارحرح .. واخذ نفس عميق .. احس ان الاستيك بتاع سروالي .. حازز علي وسطي ازيحة لاسفل.
وارفع قميصي علي صدري علشان الهوي يلفحني .
سعد مغرم بابيه جدا لدرجة انه يقلده في كل شيء ، حتي في لباسه وسمته ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وكان يرفض أن يلبس القميص مثل أقرانه , والقميص المقصود لمن لا يعرف هو شبه جلباب ..قصير إلى ما تحت الركبة بقليل.
وكان يصنع من قماش (الدمور) ولم يلبس قماش (الدبلان) أو (البفتة) وهما قماشان أنعم وأكثر بياضاً وكاغلب العموم لا يرتدون ما يسمى الآن بالملابس الداخلية .
.ويسمونها (سروالاً أو لباساً ) وقد يكون هذا لتسهيل قضاء الحاجة .
فالأمر في هذه الحالة سهل جداً ما عليه سوى أن يرفع القميص , ولا يشغل باله بشئ .
انظر..يا واد .. يا سعد وانا نايم كده
وعنيا تقع علي عناقيد العنب .. بسم الله ما شاء الله .. لابد تذكر كده علشان لا تزول النعمة ، انت مش حافظ في سورة الكهف كده .. قصة الاثنين الصحاب .
نعم حفظت في كتاب الشيخ محمد .. اجمل حاجة عملتها معاك يا شيخ سعد انني الحقتك بكتابه ..والحمد لله حفظت واتنورت .. انظر يا وله التكعيبة محمله السنة دي بخير كتير والعنبة واخده حقها والعنقود طاب واستوي .
نفسي تروح لحباته .. التقط حبة وانا نايم كده تسقط في حنكي لواحدها كده !
تفتكر لما ندخل الجنة .. وتنادي عليها تتقطع وتقع في بقك كده .
ضحك سعد وبسخرية !
وانت يا با ..ايش عرفك انك حتدخل الجنة ؟
يا عبيط الناس اللي زينا .. ربنا رحيم بيهم .. واحنا طمعانين في رحمته .. انه يسامحنا ويكافئنا علي الغلب اللي احنا عايشينه في الدنيا .
مستكتر علينا ان ربنا يدخلنا الجنة .
انظر كده حولك .. شايف العجول والبقر والغنم دي ! ..اهم من الصبح عاملين يحشوا في البرسيم اللي حشيتوه لهم .
عايشين .. لا هم ولا غم ولا تفكير في اي حاجه .
ولا عكننة ؟
متقولش ؟
امي ست الستات وكفاية انها شايله الحمل معاك طول عمرها من الفجرية حتي العشية وما بترتاحشي .
ياواد يا فسل امك حاجة .. وانا بكلمك علي الجنة والحوريات فيها حاجة ثانية .
المصيبة ان الشيخ في صلاة الجمعة اللي فاتت قال لنا !
اعظم مفاجاة !
ان علي راس حورياتنا في الجنة .. حتكون امك .
وهات يا ضحك .
طب ما تنساش تتقمع وتلبس جلبابك الدبلان وتلف العمامة على جبينك على شكل هلال ,
وبعد هذا الجهد في حبك العمامة ولا تنسي تعلن امك أنك سوف تذهب لزيارة جدتك ” ستك ” (والدة والدته ) والإطمئنان عليها .. قالوا انها بعافية شوية !
ولا تنسي انك تمر بالمره علي سيدك وستك امينة فهم يجاوراها.. وخليك زي الرجالة كده كل ما تمر علي حد تلقي عليه السلام .. علشان تبقي رجل يعرف الواجب والأصول من دلوقتي ؟
تفتكر يا با لما اول مرة سوقت العجلة .. وفي العيد استأجرت عجلة من عند الاسطي حندوقة وكان دكانه قريب من منزل مائل في الارض وانا من شدة خوفي منه علشان اتاأخرت بدل ما امسك فرامل .. لم استطع افرمل ونزلت من الميلة دي بسرعة وانا غير متحكم في العجلة .. الا ووجدت نفسي في محل عجيبي بتاع الدقيق ومزروع في الدقيق والحته كلها ضحكت عليا من منظري .. وانت رحت طيبت خاطره بقرشين علشان يسامحني .. كنت ساعتها علي الارض يا با مش زيك كده طاير في السما .
انا بكلمك عن جنة وعنب وحوريات !
يا با احنا الان علي الارض .. وكل ما تقول حورية !
اتذكر حكايات ستي .. ” جدتي امينة” .
كي تخوفنا الا نقترب من البحر والترعة .. كانت تقول ان فيها حورية بتخطف الناس وتغرقهم الا .. يا با .. اللي كانت بتحكيه ستي ده صحيح ؟.
وبرغم كل التحذيرات والمأثورات وحكاوي الكبار للصغار كي لا يقتربوا من النهر خوفا عليهم من الغرق او ان يبتلعهم النهر وتخطفهم الجنيات وتخوفهم بأن الارواح الشريرة تسكن الشاطئ والجنيات ولذلك كانت تحذر بالاخص البنات والنساء عن غسيل الملابس او الحصر والاواني الالومنيوم بدعكها بالطمي وتلميعها زي المرايه ،وسرح وبصوت كله اثارة وايحاء مرعي فاوجس في سعد خوفا ورعبا .. وبعد صمت صاح باعلي صوته هذه .. !.. الارواح يمكنها ان تتشكل وتظهر باي صورة مرة تبقي حصان شكله حلو ويشاع في نفسك انه ملهوش صاحب او حمار حصاوي بيتنطط علي الشاطئ .. وكل من اراد الامتطاء او الركوب علي ظهره .. يسهل له الركوب ولا يحرن عليه .. وصمت برهة .. انت عارف بيقولوا عليهم ايه ؟
فتح سعد فاهه وبرقت عيناه .. ايه يابا ؟
ارواح الميه اللي وظيفتها اغراق من يقترب من الماء ليلا لما يبقي النهر نايم .
يعني يابا في ؟
جنيه في البحر ؟
طبعا .. فيه كل حاجة!
في حد شافها ؟
بيقولوا انها بتطلع مع اكتمال القمر وينعكس ضوءه علي سطح الميه .
وجميله زي ما بيقولوا ؟
نصفها سمكة بذلها من تحت .. اما النصف الثاني ست جميلة بصدرها العريان وشعرهه العايم علي سطح الميه .
اذا مر احد علي الشط في تلك الليلة والميه نايمه .. تظهر وتسحره !
وتخطفه وتنزل به لاسفل .
وتعمل معاه ايه ؟
تتزوجه !
ضحك سعد .. ازاي ؟
يا واد دي عندها بيت تحت .. بتخده فيه .
وبعد كده تطلعه علي وش الميه وتلقي به وتطرده وتسيبه علي الشاطئء.
انت عارف عمك ابو اسماعيل ؟
اه .. اعرفه ؟
المخبل !
عمره ماكان .. اخبل !
كان زين الرجال .. واعقل واحد في البلد !
ومن يوم ما طردته ورميته علي الشاطيء .. وهو بقي كده!
كل ليلة يذهب وينده عليها .
بتتكلم جد يا با ؟
طيب اسأل عنه اي حد في البلد .. حيحكي لك نفس الحكاية .
مره سمعته بيقول انها جأت وزارته في بيته ونامت معه .
وما زاد خبلانه انها اعلمته ان لها منه ولد وبنت يعيشون معها تحت الماء .
يا نهار ابيض .
فز بقي !
روح لملم الكام غنمة اللي بيأكلوا في غيط عمك طه من جذور حشاش الذرة .
يا با انا شامم رائحة حلوة ..
دي ريحة الشاي اللي علي الراكية فار من الكنكة .. طلع الريحة دي .
انا بحب ريحة الشاي !