مقال

التسول….. ظاهرة ام حرفه؟

 

بقلم/حمادة الجندي

 

التسول بمفهومه اختلف و تطور عبر عقود من الزمن و هو موجود من قديم الأزل و قد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على العمل فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ، اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى. وهو هنا يقصد أن من يُعطِى خيرٌ من ما يُعطٓى ، ولكنه في الوقت ذاته لم يحرمه نظراّ لخوفه من أن يكون الشخص صادقاً في التعبير عن فاقةٍ ألمت به و يطلب العون و المساعدة من إخوانه ، فأمرنا أن نعط السائل ولو جاءنا على جواد ، كناية عن ثرائه .

و قد تناول العديد من كتابنا مشكلة التسول في أعمالهم الأدبية و التى شاهدنا بعضا منها في أعمال فنية و درامية لتكشف خدع بعض المتسولين و كيفية النصب على المواطنين بدافع الشفقة مستغلين تعاطف المجتمع معهم ، ليس هذا فحسب ، فالشخص محترف التسول لن يكُف عن صنع الحيل التي لا تخطر على بال ابليس نفسه لإقناعك بمدى حاجته للمساعدة و إن اقتلع عضواً من أعضاء جسده ، وهو لن يكتفي بما تعطيه ولو أعطيته كل ما لديك ، بل لربما يكن لديه أكثر مما لديك و لكنه يرى أن ذلك حقاً مكتسباً له أو حرفة يجيدها ولا يعرف غيرها لكسب عيشه .

والمجتمع كله مسئول عن تفشي تلك الظاهرة بسوء فهمه ، فعندما أُمرنا أن نعطى السائل ولو على جواد لم يكن يقصد أنه سيظل يأتي يومياً ممتطياً صهوة جواده لكي يتسول ، بل كان يقصد عابر السبيل الذي ربما انقطعت به السبل ونفد زاده أو انقض عليه بعض قطاع الطرق و ما إلى ذلك. أما أن يتخذها حرفة ليعكر صفو المجتمع ويعطى صورة سلبية عن البلاد ، فحينئذٍ لابد من التصدى لتك الظاهرة ليس على مستوى الجهات الرسمية فقط ولكن على المستوى الشعبي و المجتمعى لتنتهى هذه الظاهرة.

و هناك العديد من الجمعيات الخيرية و المؤسسات الأهلية لرعاية المحتاجين بالإضافة للدعم الذي تقدمه الدولة إلى جانب المؤسسات الدينية التى أيضا لم تتوانى في تقديم الدعم لهم بعد استقصاء لمعرفة المحتاج من المحتال.

أميرة عبد الصبور

اميرة عبد الصبور صحفية مصرية تعمل بقسم الاقتصاد ماجستير اقتصاد جامعة عين شمس ودبلوم اقتصاد وعلاقات دولية جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى