البوابة اليوم /أحمد البغدادي
الوصف/ العاصمه المصريه القاهره ، تاريخها وجغرافيتها.
المحتوى:
{تاريخها}
“العصور القديمه”
– عرفت في العصر الفرعوني باسم من نفر وضاحيتها مدينة الشمس (مصرية قديمة: أون). وتعتبر عاصمة مصر الموحدة منذ أن وحدها الملك نعرمر 3200 سنة ق.م.
– نشأت القاهرة على أنقاض مدن أخرى غيرها ، سبقته للوجود عند رأس الدلتا، فقد نشأت “ممفيس” أولاً، في عهد الأسرات المصرية القديمة على الضفاف الغربية لنهر النيل، ثم تلتها “بابليون” في العهد الإغريقي الروماني، على الضفة الشرقية للنيل، وذلك حينما ازدادت الصلات بين مصر ودول حوض البحر المتوسط من جهة، وبينها وبين حوض البحر الأحمر من جهة اخرى.
– قامت بابليون على الضفة الشرقية للنيل، فوق المدرجات السفلى لجبل المقطم أولاً، حيث تبتعد الهضبة عن النيل لمسافة تسمح بنشأة ميناء المدينة النهري، وما يتصل بها من أسواق، أما المدينة الرئيسة فقد كانت تقع فوق المقطم، لكونها مدينة عسكرية.
“العصر الإسلامي”
– وتعتبر مدينة الفسطاط وجامع عمرو بن العاص أول الأثار الإسلاميه بمصر وإفريقيا ويرمزان لمرحلة محورية بل بداية عصر بكامله هو العصر الإسلامي. وكانت الإسكندرية عاصمة مصر منذ بناها الإسكندر عام 332 ق.م. مرورا بالإغريق البطالمة والرومان والبيزنطيين الروم. وكان عمرو بن العاص بين أمرين هما لو أبقي علي الإسكندرية كعاصمة فوجوده بها سيجعله معرضا من البحر لأي غزو وهذا ماحدث فعلا عندما غزا البيزنطيين المدينة من البحر بإسطولهم عام 646م . مما جعل المصريين يطلبون إعادة عمرو بن العاص بعدما كان الخليفة عثمان قد عزله. والأمر الثاني الذي جعله يختار مكان الفسطاط أنه بالإسكندرية سيكون بعيدا عن المدينة المنورة التي كانت عاصمة الخلافة الإسلامية مما يصعب نجدته. وكان قرار الخليفة عمر بن الخطاب لعمرو بعدم عزل القوات بمانع مائي وهو الفيضان والنيل وعدم سكناها المدن حتي لايتقاعسوا عن مواصلة الفتح. لهذا إختار عمرو ابن العاص هذا المكان الصحراوي الذي يعتبر عسكرياً موقعا إستراتيجيا شمال حصن بابليون وأقام فيه مدينة الفسطاط عام 21هـ/641م فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقاً وخلفه الصحراء التي يجيد فيها العرب الكر والفر والحرب والنيل غربا ومخاضة بركة الحبش جنوبا وهما مانعان طبيعيان. شيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كمدينة حصن وبها حصن بابليون لتكون مدينة للجند العرب وأقام بها المسجد الجامع (مسجد عمرو بن العاص) أول مسجد أقيم بمصر الإسلامية وبجواره دار الإمارة . وكانت في تخطيطها علي غرار تخطيط الرسول صلي الله عليه وسلم للمدينة المنورة. وكانت تبدو من بعيد كأنها جبل شامخ كما وصفها الرواة والمؤرخون.
“العصر العباسي”
– عندما استولي العباسيين علي مدينة الفسطاط بعد سقوط الخلافة الأموية بدمشق عام 133هـ/750م. دخلها العباسيون بعد قتال عنيف بقيادة القائد العباسي أبي صالح علي، وأحرقها وكانت جنوده تحصد رؤوس آلاف الثوار وتعلقها في جامع عمرو بن العاص. لهذا كانت جنود العباسيين يسكنون مدينة العسكر التي شيدوها كضاحية للفسطاط . ولم تهدأ الفتن ضد العباسيين طوال 110 عاما حتي مجيء أحمد بن طولون عام 860 م. وبني مدينة “القطائع” كأمتداد للعسكر. وكان الوالي العباسي أبو صالح علي قد واجه السرقات التي تفشت بالفسطاط ومنعها وأمر أن يغلق كل واحد بيته أو حانوته بستارة من شرائح القصب حتي لايدخلها الكلاب من الأبواب وجعل الحمامات بدون حراسة وقال : من ضاع له شيء فعلي أداؤه. ولم يقرب أحد علي الإقتراب منها. أو كما يقول الكندي : فكان الرجل يدخل الحمام فيضع ثيابه ويقول ياأبا صالح، احفظها.
– وكان الوالي بمصر يطلق عليه أمير مصر وأيام العباسيين صاحب إقطاع مصر لأن مصر كانت إقطاعية وكان واليها نائبا عن الخليفة أو الأمراء أو القواد في جمع خراج مصر وإرساله لهم ببغداد أيام العباسيين. وكان يطلق عليه أيضا أمير الصلاة لأنه كان ينوب عن الخليفة في إقامتها.
“العصر الفاطمي”
– في عهد المعز لدين الله الفاطمي بنيت مدينة القاهرة كمدينة جند وكضاحية ثالثة للفسطاط مع العسكر والقطائع. وفي نهاية حكم الفاطميين شهدت مدينة الفسطاط الحريق علي أيدي الصليبيين أيام الخليفة العاضد عندما بلغوها بمراكبهم بالنيل وأسروا ونهبوا. بقيادة الملك عموري (أمالريك) عام 564 هـ/1168م. أمر وزيره بجمع العبيد وإحراق مدينة الفسطاط. ونزح الأهالي للقاهرة خوفا وهلعا. وظل الحريق بالفسطاط طيلة 45 يوما ونزلوا بالحمامات والأزقة والمساجد. واصبحت الفسطاط بعد الحريق مدينة أشباح خاوية علي عروشها عدة قرون وفقدت أهميتها كعاصمة للمال والتجارة والصناعة ولم يبق منها سوي جامع عمرو بن العاص، والذي نجا من الحريق بأعجوبة. أو كما يقول المقريزي: أصبحت كيمان. قامت الفسطاط لتكون عاصمة ولاية تابعة للمدينة المنورة وقامت مدينة العسكر لتكون عاصمة إقطاعية مصر التابعة لبغداد وقامت مدينة القطائع لتكون عاصمة دولة مصر الطولونية. لكن قاهرة المعز قامت لتكون عاصمة خلافة مستقلة هي الخلافة الفاطمية. وهذه العواصم الأربعة قامت غرب المقطم بشرق النيل.
“صلاح الدين الأيوبي”
– وفي عهد صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ/1171م بدأت المرحلة الثانية من حياة القاهرة، إذ صارت مدينة للجميع، بعد أن كانت مدينة صغيرة خاصة بالسلطان وجنده وحاشيته، وغدت في أوائل القرن الثالث عشر أكبر كثيراً مما كانت عليه أيام الفاطميين، ولها سور عظيم من الحجر يربطها بمرفئها على النيل، ولها قلعة تشرف عليها من علٍ وتحرسها من الصليبيين.
“الدوله العثمانيه”
– وبلغت القاهرة غاية ازدهارها في القسم الأكبر من عهد المماليك، وأضحت أكبر عاصمة إسلامية، وافرة التألق والثراء، في القرن الثالث عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر. وازدهرت أيام المماليك صناعة الأسلحة وأدوات الحرب، وبناء السفن وصناعة المنسوجات الحريرية المطرزة، والفرش والخيام والسّروج، والأواني النحاسية والزجاجية والورق والتحف الخشبية، وهذا فضلاً عن الصناعات الغذائية وصناعة الأواني الفخارية.
– ولم تكن رسالة القاهرة الثقافية أقل من دورها التجاري أو الصناعي، فمنذ النشأة الأولى، عقدت للأزهر الزعامة الثقافية والعلمية على جامع عمرو في الفسطاط، وجامع ابن طولون في القطائع وغيرهما من الجوامع والمعاهد التي ظهرت في العصر الإسلامي الأول، ولاعجب، فقد كان الأزهر حينذاك مركز الدعوة الشيعية في العالم الإسلامي، ثم تحولت هذه الجامعة الشيعية إلى جامعة سنيّة منذ أيام صلاح الدين.
– ويمكن القول: إن اتساع رقعة المدينة في المئة سنة التي سبقت الحرب العالمية الثانية كان أعظم مما عرفته المدينة طوال حياتها السابقة، وإن اتساع رقعتها في ربع القرن الذي أعقب ثورة تموز 1952، فاق في حدوده كل نمو أصابها في الفترة بين عامي 1850ـ 1950، فقد امتدت حدود المدينة بين حلوان في الجنوب وشبرا الخيمة في الشمال، وبين تلال المقطم في الشرق وربوة الأهرام في الغرب.
– وكانت معظم الأحياء القديمة، التي ترجع إلى ما قبل القرن التاسع عشر، تقوم قريبة من المقطم على أرض عالية نسبياً، وهناك أحياء أخرى قديمة تقع بجوار النيل أو قريبة منه، منها مصر القديمة (التي تقوم على أنقاض الفسطاط) وأجزاء من حي بولاق وشبرا الخيمة وإمبابة والجيزة.
– وعلى مقربة من هذه الأحياء القديمة، أخذت القاهرة الحديثة في الظهور، ولعل أقدم الأحياء التي ظهرت في الفترة بين عامي 1880-1930 هي أحياء الأزبكية والتوفيقية والإسماعيلية، وهذه الأحياء كوّنت قلب المدينة التجاري في ذلك الوقت, وهي اليوم تمثل هوامش القلب. ونحو الجنوب ظهر حيّا گاردن سيتي وقصر الدوبارة، وهما من الأحياء السكنية الراقية.
– وكان لموجة المدّ السكاني التي شهدتها العاصمة في أعقاب الاستقلال آثارها في نمو المدينة وامتداداتها، فقد ظهرت أحياء شعبية وأخرى راقية، امتدت الشعبية منها (باب اللوق وعابدين والروضة وبولاق وشبرا الخيمة) إلى الجنوب والشمال من قلب المدينة، في حين ظهرت الأحياء الراقية (مصر الجديدة والزمالك والعجوزة والدقي والمعادي) بعيداً عن المدينة الأصلية.
– ومع النمو الأفقي الموجّه نحو الغرب والشمال، أعادت المدينة تنظيم استخدامات الأرض فيها، فهاجر القلب التجاري المركزي في مطلع القرن العشرين من النواة القديمة (الأزهر والموسكي) إلى العتبة والأزبكية، ثم تابع المركز هجرته حتى احتوى ميدان التحرير الذي تحوّل إلى بقعة جذب رئيسة في هذا القلب، تموج بالحركة وتزخر بالنشاط، بفضل ما يقوم حوله من مؤسسات ومراكز خدمات وفنادق وشركات.
{جغرافيتها}
– تقع مدينه القاهرة على جوانب نهر النيل في جنوب مصر، مباشرة جنوب شرق النقطة التي يترك فيها نهر النيل واديه محصورا فيِ الصحراءَ منقسما الي فرعين داخل منطقة دلتا النيل المنخفضة.
– إنّ الجزء الأقدم للمدينة يقع شرق النهر. وهناك، تنشر المدينة غربا بشكل تدريجي، وبَني هذا الجزء الغربي على نموذجِ مدينة باريس مِن قِبَل حاكم مصر الخديوي إسماعيل في منتصف القرن التاسع عشر، والذي تميز بالأحياء الواسعة، والحدائق العامّة، والمناطق المفتوحة. إنّ القسمَ الشرقيَ الأقدمَ للمدينة اختلف كثيراً بعد أن توسع بشكل عشوائي على مدى القرونِ، وامتلأ بالطرقِ الصغيرةِ والمباني المزدحمةِ. بينما امتلأ غرب القاهرة بالبنايات الحكومية والهندسة المعمارية الحديثة، وأصبح الجزء الأهم في القاهرة، اما النصْف الشرقي فهو الذي يحوي تاريخ المدينة على مر العصور لما يوجد به من مساجد وكنائس عتيقة ومباني اثرية ومعالم قديمة، مع العلم بأن هناك توسعات شرقية أيضا بعد المدينة القديمة ومثال على ذلك حي مدينة نصر الذي يعتبر من أهم، أكبر وارقى احياء القاهرة.
– وسمحت أنظمةُ الماء الشاملة للمدينة أيضاً التوسع شرقاً إلى الصحراءِ، وهناك جسور تربط جُزُرَ النيلَ بشطريه شرقا وغربا الي الجيزة، وحيث توجد العديد مِنْ البناياتِ الحكوميةِ ومكاتب المسؤولين الحكوميين، تَعْبرُ الجسورُ النيلَ أيضاً رابط للمدينة بضواحي الجيزة وامبابة (جزء من القاهرة الكبرى).
غرب الجيزة – في الصحراءِ – يوجد جزءُ من مقبرة ممفيس القديمةِ على هضبةِ الجيزة حيث توجد أهرامات الجيزة الثلاثه, وعلي بعد (18 كم) جنوب القاهرة الحديثة موقعُ المدينةِ المصريةِ القديمةِ ممفيس ومقبرة مُجَأوِرة لسقارة، وهذه المُدنِ، وغيرها كَانتْ المدن السابقة المتواجدة مكان مدينة القاهرة.
مناخها:
– يتصف مناخ القاهرة بارتفاع درجة الحرارة خلال أشهر الصيف وبرودتها خلال أشهر الشتاء، حيث يتراوح المعدل اليومي لدرجة الحرارة في شهر يوليو (الصيف) بين 33°م أعلى درجة حرارة و21°م أدنى درجة حرارة، في حين يتراوح المعدل اليومي خلال شهر يناير (الشتاء) بين 17°م أعلى درجة حرارة و6°م أدنى درجة حرارة. لذا يؤدِّي نسيم نهر النيل خلال أشهر الصيف دورًا في انخفاض الحرارة في القاهرة. بالرغم من ذلك تتجه أعداد كبيرة من سكان القاهرة إلى مصايف مصر المختلفة التي تأتي في مقدمتها مدينة الإسكندرية (مصيف مصر الأول) والإسماعيلية المصيف الأقرب إلى القاهرة، حيث لا تتجاوز المسافة بين القاهرة والإسماعيلية 122 كم، ومدينة بورسعيد المتوسطية (إحدى مدن القناة ذات الطراز الأوروبي)، وتتعرض القاهرة أحيانًا لهبوب رياح الخماسين خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس ويونيو، وهي رياح تعمل على رفع متوسط درجة الحرارة بمقدار قد يصل إلى 14°م بشكل فجائي، كما أنها تخفض الرطوبة في الهواء لنسبة لا تتجاوز 10%، ويعاني سكان القاهرة كثيرًا من ذرات الأتربة الدقيقة التي مصدرها تلال المقطم والجبل الأحمر، وذلك خلال فترات نشاط حركة الرياح السطحية حتى تم تشجير سفوح التلال المشار إليها.
المصدر/عبد الفتاح محمد وهيبة، جغرافية العمران (منشأة المعارف، الإسكندرية 1975).
محمد السيد غلاب، يسري الجوهري، جغرافية الحضر (منشأة المعارف، الإسكندرية د.ت).
عطيات عبد القادر حمدي، جغرافية العمران (منشأة المعارف، الإسكندرية 1965).