فن وثقافية

رائحة الروح قصة قصيرة 

بقلم / يوسف عثمان

 

أشياء كثيرة نشعر بها ولا نراها

نمتلكها دون أن تكون ملك يميننا

تسكن سواد عيوننا ولانراها تمتلك الفؤاد وينبض بها وتبكيه مرارا ويحلم باللقاء ولكن دون لقاء هكذا هى حلم كل عاشق ومقصد كل محب ومرسى كل مبحر ولاشاطئ لها

قلت لها كثيرا مهما حاولتى اخفاء نفسك ستظهرين يوما ولكن فى ثوب المحب لا المحبوب قالت هذا مستحيل

فمن نفسى لنفسى حبيب وقريب وعشيق سألتها أغرور هذا قالت ربما ولكن الغرور فيه احتقار للغير أما أنا فاحترم كل البشر دونما تفريق ربما لم أجد من يحرك بداخلى براكين الشوق ويفجر ينابيع الحب

لم ينضب لها جمال قط ففى كل ساعة يجد لها جديد حتى عطرها كل يوم يزداد عبقه

كذلك خصلة من شعرها أصابها البياض فزاد شعرها الكستنائي جمالا وأحيانا تتصنع تكشيرة على وجهها لتوهم نفسها بالكبر وأن التجاعيد قد داهمت وجهها القمرى فتزيدها جمالا فوق الجمال وتبدو غمازاتها على خديها كدوامة عسل مصفى من أنهار الجنة والشئ المثير للدهشة

هو صوتها الذى يزداد عذوبة كلما مر بها الزمن فهو لا يمر عليها إنما يمر بها فلا تجرى حساباته عليها من وهن أو ضعف رشاقتها كريم فى أول عهدها كل هذا أذكرها به

وهى لا تبالي تضحك وتمشى ثم تلتفت بابتسامة خفيفة تخفى خلفها دروب من السعادة لو فتحتها لعاش كل البشر فى سعادة وهناء أناديها يا أنا فتضحك وتقول ويحك يابن امك فلا أغضب ولم أيأس من أن يأتى اليوم الذى تنادينى فيه يابن قلبى قد يبدو مستحيلا

لكن المستحيل قد كسرت كل قوانينه بعدم عبور الزمن عليها

وأظن أن ماتبقى منه من الممكن أن أستطيع عبوره إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى